جارك... هذا الشخص الذي يبعد عنك بمجرد
باب، أو حائط أو حتي شباك، هل تعرفه جيداً؟! (صباح الخير يا جاري... أنت
في دارك وأنا في داري)، هل ينطبق هذا المثل الشعبي علي علاقتك به؟!
مجرد كلمة (صباح الخير) أو (مساء الخير)، ثم يغلق كل واحد بابه علي نفسه، ويتجنب معرفة الآخر أو حتي معرفة أي أخبار أو معلومات عنه!
أم
إن علاقتك به ممتازة أو حتي جيدة ؟! تطمئن عليه سواء بالاتصال أو الزيارة،
تشاركه أفراحه وأحزانه، تدعوه للغذاء أو العشاء أو مجرد التمشية بالخارج،
تتحدث معه عن مشاكل العمارة وبقية السكان المزعجين.. أقاربه وأصدقائه هم
أقاربك وأصدقاؤك أيضاً.. تسافر معه إلي المصيف.. تعيره عدة السباكة أو
النجارة الخاصة بك.. تستعير منه مفك أو شنيور... عندما يحتاج إلي أواني
طهي أو حتي بصلة أو ليمونة لزوم دعوة العشاء الكبيرة التي يقيمها، لن يجد
أقرب منك إليه، وعندما تفرغ أنبوبة الغاز عندك لن تجد أقرب منه إليك... هل
ستجعل علاقتك به قوية حتي وإن كان سابع جار متبعاً المثل الذي يقول (النبي
وصي علي سابع جار)؟!
وهل ستحفظه وتحفظ حق جواره حتي وإن ضايقك في بعض الأحيان وفعل شيئاً في حقك كالمثل الذي يقول: (الجار جار، وإن جار).
هل علاقتك به تصل إلي هذا الحد؟!
أم
هو جار متعجرف، يختلق الخلافات معك ومع باقي السكان، مزعج، صوته عالِ
دائماً بالشكوي والسباب، يلقي القمامة مفتوحة أمام منزله بطريقة همجية،
فيجعل رائحة العمارة لا تطاق.. سواء عظام فراخ، قشر بطيخ، صناديق
خالية...إلخ.
يرفع صوت الراديو والتلفزيون.. يشتم أهل بيته
وجيرانه.. لا يراعي حق الجيرة... فتمسك أعصابك وتصبر عليه اقتداءً بالمثل
الذي يقول: (اصبر علي جار السوء، يا يرحل يا تيجي له داهية)... فتتمني أن
تأتي تلك (الداهية) قريباً.
أم هو جار فضولي، يحشر أنفه في كل
صغيرة وكبيرة تتعلق بجيرانه؟! يكره لهم الخير ويغتابهم دائماً.. يفتش
أسرارهم لكل من يعرفه.. يخاف أن تحسده أو حتي أن تقف علي عتبة باب بيته..
بخيل مع جيرانه.. ينظر لك في رزقك ولقمة عيشك، هل تنطبق عليه الأمثلة التي
تقول:
(جارنا السو ما أرداه، اللي معنا كَلُه واللي معه خبَّاه)
(الجار السَّو يحسب الداخل ما يحسب الخارج)
(جارك قُدامك ووراك، إن ما شاف وِشَّك يشوف قفاك)
