خرجا من السجن إلى..القبر
بعد عام كامل قضاه أب يدعى السيد وابنه نبيه بين جدران زنزانة سجن الحضرة
بالاسكندرية لاتهامهما بقتل شقيقين دفاعا عن النفس في جريمة هزت منطقة
سيدي جابر بالاسكندرية, خرجا من السجن بعد قضاء نصف العقوبة حيث كان قد
صدر ضدهما حكما بالحبس عامين مع الأشغال الشاقة فاحتفلت العائلة كلها
بخروجهما وعمت الفرحة.
وكانت البداية أن الأب وابنه قاما بقتل شقيقين من عائلة (حوادث) في مشاجرة
ضخمة سببها تدخل شقيقة الأب لدى عودتهما من حفلة زفاف لإنقاذ سائق تكسي
استوقفه الشقيقين المجني عليهم لسرقته بالإكراه والاستيلاء على نقوده تحت
تهديد السلاح الأبيض فانهالا عليها بالضرب فأسرع أشقاؤها الثلاثة لنجدتها
عندما رأوا شقيقتهم (نبيلة) تضرب دون مراعاة أنها امرأة اتسعت حلقة
المشاجرة وسقط الكثير من المصابين ومات الشقيقان اللذان حاولا سرقة
السيارة وضرب الأخت.
عائلة (حوادث) المجني عليها لم تقنع بالعقوبة التي وقعت على قاتلي أولادها
بل ظلت تنتظر يوم الانتقام وهو يوم إخلاء سبيل المتهمين فأصدروا حكما
بإعدامهم في نفس يوم خروجهم ووسط ظلام الليل سارقا الأشقاء الثلاثة عاطف
ومحمد وهاني إلى منزل السيد نبيه وأخرجوا المسدسات من طيات ملابسهم وطرقوا
الباب عدة طرقات, خرج الأب ففوجئ بطلقات الرصاص المتلاحقة تسكن صدره ودوي
صوت الرصاص في أنحاء منزل القتيل, خرجت الزوجة لإنقاذ زوجها فأطلقوا عليها
النار فسقطت بجوار جثة زوجها وراحوا يبحثون عن الابن نبيه حتى وجدوه
فأطلقوا عليه الرصاص حتى سقط غارقا في دمائه ولفظ أنفاسه الأخيرة هو
ووالده بينمانجت الأم بأعجوبة بعد نقلها إلى مستشفى سيدي جابر.
أعلنت عائلة الحوادث الأفراح ابتهاجا لأخذهم بالثأر لقتيليهم من القاتل
وأبنه ولكن الفرح لم يدم عندما أوقفتهم يد العدالة وخلال التحقيق اعترفوا
بتفاصيل الجريمة كاملة وأكدوا أنهم قتلوا المجني عليهما أخذا بالثأر منهما.
وأمرت النيابة بحبسهم على ذمة التحقيق ووجهت لهم تهمة قتل الأب وأبنه عمدا
مع سبق الإصرار والترصد والشروع في قتل الزوجة تمهيدا إلى محاكمة عاجلة